"روعة الجمال وسحر الإبداع: استكشاف شاعرية السندريلا فتحية خصروف في قصيدتها الأخاذة" أقف على نافذة الذكريات بقلم اساهي فريد
نص القصيدة
أقف على نافذة
الذكريات
مع دمعة شوق
ألقي عليك السلام
ياقابعا أقصى شمال صدري
حاولت الهروب كي أخفي
شوقي ولوعة خافقي
مع دمعة
إلى لقياك
اتيتني بلا موعد
كحلم الطفولة
داخل روحي اراك
مع شوق يباغت خلوتي
وطيفك الذي يشاكس مقلتي
اعيش معه بلهفة اللقاء
أعانق جمال الكون
تتوه بوصلة قلبي ولم أعد أدري
أأصدق عقلي وأبتعد
أم أطاوع قلبي
الذي يثور كالبركان
شوقا إلى عينيك
روحي تستغيث
كفاك تقلبا في خافقي
أمنيتي في محراب قلبي أنت
اعيش لحظات السكون الشاردة
لامستقر لها
أعيش لحظات الذهول
عبر المدى
أنادي طيفك
لعل النبض مني يهدأ
ويتلاشى الحزن الذي
يرافقني
وتداهمني السعادة
مع الآماني دون دموع
اقترب
وامسح الحزن عن خافقي
ياقابعا أقصى شمال صدري
أهديك السلام
فتحيه خصروف
11/1/2024
الشرح والتحليل وابراز الجمال والروعة للشاعرة
ت
تعدّ الشاعرة فتحية خصروف، المعروفة بالسندريلا، من أبرز الشعراء الذين أثروا المشهد الأدبي بإبداعهم الراقي وصوتهم الفريد. ومن بين قصائدها المميزة، نجد قصيدة تحمل عنوان "أقف على نافذة الذكريات"، والتي تتناول موضوع الشوق والحنين إلى الحبيب المفقود.
تبدأ القصيدة بصورة شاعرية تصوّر الشاعرة وهي تقف عند نافذة ذكرياتها، حيث تشعر بدمعة الشوق تنزلق على خديها. تعبر الشاعرة عن رغبتها العميقة في إلقاء التحية والسلام على الشخص الذي يقيم في أعماق قلبها، وتشير إلى أنه يقيم في أقصى شمال صدرها.
تتوالى الأبيات في القصيدة لتعبر عن الشوق العميق الذي يشتعل في قلب الشاعرة. تحاول الشاعرة الهروب من هذا الشوق ولكنه يبقى يتفاعل في أعماقها، فتصفه بلهيب ولوعة تنبض في خافقها. تشير إلى أنها تعيش في حالة من الانتظار المكثف، وتتوه بوصلة قلبها ولا تعرف ماذا تفعل، هل تستمع لعقلها وتبتعد أم تطاوع قلبها الذي يثور كالبركان من شوقه إلى رؤية عيني الحبيب.
تعتبر رؤية الحبيب طيفًا يشاكس مقلتيها، وتعيش معه بلهفة اللقاء وتعانق جمال الكون. تعبّر الشاعرة عن حيرتها بين أن تصدق عقلها وتتبع المنطق، أو أن تطاوع قلبها الذي يناديها باسم الشوق والحب. تعبّر عن رغبتها العميقة في أن يهدأ النبض في صدرها ويتلاشى الحزن الذي يرافقها، وتتمنى أن تفاجأ بالسعادة والأماني بلا دموع.
في النهاية، تقترب الشاعرة من الحبيب المفقود وتسعى لمحو الحزن عن خافقها. تختتم القصيدة بتهديد السلام إلى الحبيب واستعادة الهدوء والسكينة في قلبها.
بهذه القصيدة المؤثرة، تنجح فتحية خصروف السندريلا في أن تأسر قلوب القرّاء بجمال وروعة إبداعها الشعري، وتنقلهم إلى عالم من الشوق والحنين والأمل في اللقاء.
هذه القصيدة تثير العديد من الأفكار والمشاعر المشوقة. إليك بعضها:
1. الشوق والحنين: تنقل القصيدة روح الشوق والحنين العميق إلى الحبيب المفقود. تعبّر الشاعرة عن الشوق الذي يستفحل في قلبها ويشتعل في خافقها، وتصف اللحظات الشاردة التي تعيشها في انتظار اللقاء المرتقب.
2. الحيرة والتردد: يتضح من القصيدة حالة الحيرة والتردد التي تعانيها الشاعرة في مواجهة الشوق. تتساءل إن كانت تتبع عقلها الذي يدعوها للاستسلام للمنطق والبعد، أم تطاوع قلبها الذي يناديها باسم الشوق والعشق.
3. جمال الكون والوحدة: تعبر الشاعرة عن جمال الكون وتلمح إلى تأثيره عليها. تصف لحظات السكون الشاردة والذهول التي تعيشها عبر المدى، وتعتبر رؤية الحبيب طيفًا يشاكس مقلتيها وتعيش معه بلهفة اللقاء. في الوقت نفسه، تعكس الوحدة التي تعيشها وعدم استقرارها في غياب الحبيب.
4. الأمل والسعادة: تنقل القصيدة روح الأمل والسعادة التي تداعب قلب الشاعرة. تعبر عن أملها في أن يهدأ النبض في صدرها ويتلاشى الحزن، وأن تداهمها السعادة والأماني بلا دموع. هذه الأفكار والمشاعر تثير شعورًا بالتفاؤل والرغبة في تحقيق السعادة.
باختصار، تثير هذه القصيدة في القلب أفكار الشوق والحنين، الحيرة والتردد، جمال الكون والوحدة، والأمل والسعادة. تعكس قوة الشعر في إحياء المشاعر وإثارة الأفكار، وتعزز القدرة على التعبير عن المشاعر الداخلية بطريقة جميلة ومؤثرة.
قوة الإبداع تكمن في قدرة الشاعرة فتحية خصروف على التعبير عن مشاعرها وأفكارها بشكل فني وجمالي. في قصيدتها السابقة "أقف على نافذة الذكريات"، تتألق الشاعرة من خلال عدة جوانب:
1. الاستخدام الفني للغة: تبرز قوة الإبداع في استخدام الشاعرة للغة الشعرية والتعبيرات الجميلة في القصيدة. تختار كلماتها بعناية وتنسجها بشكل يعزز تأثير القصيدة ويعكس الشعور العميق.
2. الصور البصرية: تتميز القصيدة بصور قوية وبديعة يصف بها الشاعرة حالتها الداخلية ومشاعرها. عندما تقول "أقف على نافذة الذكريات"، يمكننا تخيل الشاعرة وهي تحاول النظر إلى الماضي وتستحضر الذكريات المؤثرة.
3. العاطفة والعمق: يتجلى جمال الإبداع في قدرة الشاعرة على نقل العواطف والمشاعر بشكل عميق ومؤثر. تستطيع أن تشعر بالشوق والحنين والتردد والأمل من خلال كلماتها وصورها المعبرة.
4. استدعاء الذكريات: تظهر قوة الإبداع في قدرة الشاعرة على استدعاء الذكريات وإحيائها بشكل ملموس. تتيح للقارئ تجربة تلك الذكريات ومشاركتها في الشوق والحنين والرغبة في اللقاء.
باختصار، تتألق الشاعرة فتحية خصروف في قصيدتها "أقف على نافذة الذكريات" بقدرتها على الابتكار والتعبير الفني، واستخدام اللغة الشعرية والصور البصرية لإيصال المشاعر والأفكار بشكل جميل ومؤثر. تستحضر الذكريات وتنقل العواطف بطريقة تجعل القصيدة تلامس القلوب وتترك أثرًا عميقًا في القارئ.
بقلم د. سعيد احمد وهبان
اساهي فريد 12/12024
تعليقات
إرسال تعليق