منى القيم: سيرةُ قلمٍ يُغازلُ الجمالَ ويُصارعُ الذّاتَ

**منى القيم: سيرةُ قلمٍ يُغازلُ الجمالَ ويُصارعُ الذّاتَ** في حضنِ اللاذقية، حيثُ البحرُ يُناجي الجبالَ، وتتنسّمُ الروحُ عبقَ التاريخِ والأساطير، وُلدَتْ حكايةُ كاتبةٍ اختزنتِ الحربُ في وجدانها ألوانًا من الألمِ والجمال. إنّها منى سليمان القيم، ابنةُ سوريا التي احتضنتْها بيتُ مريّ اللبنانيّةِ ذاتَ صباحٍ، لِتُولدَ مع إشراقةِ شمسٍ لم تخلُ من غيومِ الحربِ الأهلية. هناك، في مدارسِ الضياءِ التي نهلتْ من نورِها، وترعرعتْ بين جدرانِ بيتٍ أرّقتهُ أصواتُ المدافعِ، لكنّهُ أصرَّ أن يزرعَ في قلبِها بذورَ الشعرِ والأمل. **طفولةٌ بين حنينين: سوريا تغفو في دمها، ولبنانُ يُربّي خطواتها.** درستْ في مدارسِ لبنانَ، وحفظتْ أوراقَها الفرنسيةَ كأنّها أغاني حبٍّ قديمة، لكنّ العربيةَ ظلّتْ لغتَها السرّية، وطنَها الذي يحرسُ أحلامَها. منذُ الصفِّ الخامسِ الابتدائيِّ، بدأ القلمُ يراقصُ كفَّها، تكتبُ بِبراءةِ طفلةٍ تبحثُ عن عالمٍ أجمل، نصوصًا تحملُ شيئًا من ضجيجِ الحربِ، وشيئًا من عطرِ الورودِ التي لم تذبلْ في حديقةِ قلبِها. **الجامعةُ: اللحظةُ التي انكسرَ فيها القفلُ.** رغم دراستِها اللغةَ الفرنسيةَ، ...